أَسأَل الأَحبابَ عن أَحوالهم, ماذا حل بِهِمُ؟!
أَسأَل قريةٍ قد هجرها الساكنونَ, قد رحلو
ياوردْ.... مابالَ قطوفِكَ قد ذبُلوا!!
ياصاحْ, هل لسؤالي من مجيبٍ حكيمُ؟
...
آه ياوطناً قد إرتدى السواد حُزناً و وَهلُ
,حنَت سنابِلُ قمحِه لفأسٍ حباتِها يقتَطِعُ.
(إني لثرى قد غادَرَها الحنين مشتاقة)
للؤلؤٍ يُزيِّنُ سماها في ليلٍ بهيمٍ أغبرُ
لمَرجانٍ على عروشِ غروبها مُبتهِلُ
لتينٍ و زيتونً على هضباتِها مُنتصبُ
للَيْلَكٍ و زُمُّرُدٍ بين ساحاتِ مُدنِها مرشوشٌ و مُفْتَرِشُ
...
يا شامْ............ ياشام
ياأرضَ السلامْ
أُناديكي بأسحارٍ يرسمُ الغسقَ سِحْرَ حورها و ينامْ
ياادلبُ هل أبكي على أطلالَكِ الأهلَ و الاصحابُ؟
والذكرياتُ التي مزَّقت شُحُبَ الحاضِرَ, أوتارَها!
خذوني احبائي و ارموني على عتبات حدودها
,عل نسيم جبالها يحي قلبي المشغوف الولهان.
ياسامعي أحالُكَ من حالي؟
أم أنَّ لسانُ حالِكَ يقولْ:
مابالها!
مِن شدَّةِ الوَله تُبالغ
ترثي الوطنَ الحبيبَ بقلبٍ مُنكَسِرُ
لا ألمَسُ للأَملِ مكاناً بين سُطور شِعرها
...
ياسامعي
إنَ للفارسِ جولاتٍ و جولاتْ
إني زُبَيْدِيَةٌ و لي الشرفُ و الفخرُ
لاتُبالي بأَلَمي
فإن للعنقاءِ إيمان لاينكَسِرُ.
خُذني, ودَعني على عتباتِ دارٍ قد خلى بها الأهل أرتمي
خذني لأُسلمَ على حيطانها المهدودةُ فوق طفلٍ ماتَ في سريره نائِمُ
خذني إلى أطلالَ حِمصَ, حماه, و حلبُ
خذني إلى غوطةٍ عليَ أستمدُ من ياسمينها الأملُ
خذني إلى دَيرِ الزورِ, إلى صحراءٍ قد عبر رمالها الأجدادُ
من جزيرةِ العربِ قدموا رحلُ
خذني علِّيَ أسترجعُ عبقَ تاريخٍ
عبقَ كرامةٍ
عبقَ عصبيةٍ قبليةٍ للمظلومِ تَنتَفِضُ
و إسأَل ..... إلسأل عن بطولاتٍ في إدلبَ الخضراءَ قد سُطرتْ قبل عامينِ و حِوَلُ
درعا, (جاسم و انخل)!!!!
أتظنينَ بأني لأبطالك لا أذكرُ؟!
ياحبيبةَ العمرِ, يا من بدأت الإنتفاضة على الظلمُ
يامن صبَّت للتاريخِ و للحاضرِ مفاتيحَ من ذهبُ
! خذني ياوطني إليك
إلى مُخيماتك,
....
إلى أطمة
أغسلُ أقدام أرامل قد زُجَّ بهنَ في خيمٍ باليةٍ
صماءْ, ظالمةٍ و قاهرة
خذني ياوطني
لأنذُر نفسي لخدمةِ أطفالٍ قد رسمَ القهرُ على جباههم تجاعيدَ سطرتها ملاحِمَ هُبَلُ
أطفال, قد بُترت أطرافهم لا لذنبٍ إلا لأنهم لأمة محمدٍ قد إنتسبوا
...
سوريتي لاتحزني فانك على جبين الدهر شامة شامخة
ارض عز و اباء وملاحم و شعراء
و انبياء و اساطير اقوام قد عبروا
سوريتي عبرت الحدود مذ عينت اوربا
اول ملكة على
عرش اليونان
في الزمن الاغبر
.
.
.
اخيرا و ليس اخر
لن اكمل قصيدتي هذه!
حتى ارى ساحاتك تتحرر
حتى ارى الثوار يدخلون اقواس النصر
والنساء تزغرد
حتى ارى اطفالك كالزهور اينعت و بدلت لون القهر باخر و ابتهلوا
حتى ارى عاصيكي قد خررت مياهه فرحا و خير
حتى ارى اصفاد اسراكي قد كسرت و حرروا
وحرائرك ارتشفن عطر النصر و الفرح
الله اكبر و لله الحمد
28. 7. 2013
الكاتبة رنيم سليمان